مرض الفصام والإدمان من الأمراض النفسية التي يتردد حولها الكثير من التساؤلات خاصة في الوسط المصري إذ إن الكثير من مرضي الفصام الذهاني يشغلهم بشكل كبير العديد من التساؤلات حول مرض الفصام من إمكانية الشفاء من مرض الفصام وهل يحتاج مريض الفصام إلى الحجز في المستشفيات؟
وهل سيكون حجز مريض الفصام في المصحات ومستشفيات نفسية طيلة حياتهم؟ وما هي إمكانية زواج مريض الفصام وغيرها من التساؤلات التي تدور في عقول أهالي مريض الفصام حول طبيعة مرض الفصام الذهاني وكيفية التعامل مع مريض الفصام والعلاج الأسري التي يجب أن يكون في رحلة علاج الفصام.
مرض الفصام من الأمراض العضوية المزمنة – في كثير من الأحيان – والتي تحدث نتيجة حدوث تغيرات في المخ وحدوث خلل في خلايا الدماغ مما يجعل الشخص المريض في حالة من الانفصال عن العالم وفقد الاستبصار بما يدور حوله مما يجعله يخلق عالما خاصة به ملء بالضلالات والهلاوس يعيش فيه.
العلاقه بين الإدمان والاضطرابات النفسيه
هناك علاقة وثيقة بين الإدمان والاضطرابات النفسية، إذ أن الإدمان يمكن أن يسبب أعراضًا نفسية ويزيد من احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية، وعلى النقيض، يمكن أن تؤدي الاضطرابات النفسية إلى زيادة احتمالية الإصابة بالإدمان.
في البداية، يمكن أن يسبب الإدمان تغييرات في الدماغ والنشاط العصبي، وهذا يؤدي إلى ظهور أعراض نفسية مثل القلق والاكتئاب والهلوسة والتوتر والتشنجات والاضطرابات النومية، ويمكن أن تزيد هذه الأعراض من احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية.
علاوة على ذلك، فإن بعض الأشخاص يبحثون عن المخدرات كوسيلة للتخفيف من الأعراض النفسية التي يعانون منها، وهذا يزيد من احتمالية الإصابة بالإدمان.
من ناحية أخرى، فإن الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب واضطرابات الشخصية قد تزيد من احتمالية الإصابة بالإدمان، حيث يحاول الأشخاص الهروب من الأعراض النفسية المزعجة عن طريق تعاطي المخدرات.
وبما أن الإدمان والاضطرابات النفسية يتفاعلان فيما بينهما، فإن العلاج يجب أن يكون شاملاً ويشمل العلاج النفسي والدوائي والتعاون مع المجتمع المحلي والدعم الاجتماعي في الحالات الخطيرة. ويجب على الأشخاص الحرص على الحفاظ على صحتهم النفسية والبدنية، والتقليل من التعرض للعوامل المسببة للاكتئاب والقلق وغيرها من الاضطرابات النفسية.
الفرق بين المريض النفسي والمدمن
المريض النفسي والمدمن على المخدرات يختلفان عن بعضهما البعض، على الرغم من أنه يمكن أن يوجد تداخل بين الاثنين في بعض الحالات.
المريض النفسي هو شخص يعاني من اضطراب نفسي يؤثر على صحته النفسية والاجتماعية والعاطفية، وقد يحتاج إلى العلاج النفسي أو الدوائي أو كلاهما لتخفيف الأعراض والتحسين من نوعية حياته. ويمكن أن يشمل الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعًا الاكتئاب والقلق واضطرابات الشخصية والفصام واضطرابات الطعام وغيرها.
أما المدمن على المخدرات فهو شخص يعتمد على المخدرات بشكل مفرط ويجد صعوبة في التوقف عن تعاطيها، مما يؤثر على حياته اليومية وقد يؤدي إلى مشاكل صحية واجتماعية وقانونية. ويمكن أن تشمل المخدرات التي يمكن أن يدمن عليها الكحول والمخدرات المنشطة مثل الكوكايين والأمفيتامينات والمخدرات المهدئة مثل الهيروين والمورفين.
على الرغم من أن الاثنين يختلفان في الطبيعة والأسباب الرئيسية لحالتهما، إلا أن بعض الأشخاص قد يعانون من الاضطرابات النفسية ويتعاطون المخدرات في محاولة لتخفيف الأعراض، وهذا يؤدي إلى تداخل بين الاثنين. وبالتالي، فإن العلاج يجب أن يكون شاملاً ويشمل العلاج النفسي والدوائي والتعاون مع المجتمع المحلي والدعم الاجتماعي في الحالات الخطيرة.
تعرف علي: علاج التشخيص المزدوج والإضطرابات النفسية الناجمة عن المخدرات
أضرار تعاطي الكحول علي مريض الفصام
تعاطي الكحوليات والخمور من أكثر الأمور السلبية التي تؤثر علي مريض الفصام وتؤخر الوصول إلى مرحلة التعافي، وتعد الكحوليات من المواد التي تسمي نفسي المفعول كالمخدرات تماما لأنها تعمل علي الجهاز المركزي خاصة تأثيرها علي الدماغ، وينجم عن تعاطي الفصامي للكحوليات والخمور مشاكل وخيمة وأضرار بالغة خاصة في حال تناول كميات كبيرة من الكحوليات والخمور وهذا لدي الأشخاص العاديين.
فما بالنا حينما يكون الأشخاص يعانون من أمراض ومشاكل نفسية في الأساس أو اضطرابا ذهانيا فإن تأثير الخمور والكحوليات بشكل عام سيكون أقوى وأشد مفعولا ويؤدي إلى نتائج سلبية في علاج مرض الفصام نهائيا بل قد يؤدي هذا إلى عودة المرض في حال الوصول إلى مرحلة من مراحل التعافي والعلاج من الفصام.
من أكثر المشاكل الناجمة عن تعاطي الفصامي للكحوليات والخمور أنها تؤثر علي مفعول أدوية علاج الفصام، كما تجعل لتناول الدواء تأثيرات معقدة علي الجسم بدءا من التسبب في إيذاء لكبدك وحدوث نزيف في الجهاز الهضمي مع الاصاباات المتعددة بسبب اضطرابات في توازن الجسم والسلوكيات غير منضبطة بسبب تأثير الكحول.
من أبرز أضرار تعاطي الكحوليات علي الشخص الفصامي أنها تؤدي إلى مشاكل أكثر في القدرة علي التفكير بشكل صحيح فيكون هذا بشكل سلبي علي كل شخص يعاني من مرض الفصام فالعلاجات النفسية والسلوكية التي تتم علي الفصاميين تلغي فائدة تلك العلاجات المقدمة من أجل علاج مريض الفصام نهائيا ولا يكون لها فائدة تذكر بسبب تأثير الخمور والكحول العكسي علي الدواء وعلي الدماغ والتفكير.
ومن هنا فإننا نؤكد علي مخاطر وأضرار تعاطي الكحوليات علي الأشخاص المرضى النفسيين فإن النتائج ستكون عكسية وسيحدث أضرار صحية وخيمة علي الصحة الجسدية والنفسية معا، فضلا عن أضرار تناول الكحول علي الجنس للفصاميين وتداخل الأدوية مع الكحول.
الفصام هو اضطراب نفسي شديد يؤثر على الشخصية والتفكير والسلوك، ويتسم بالهلوسة والوهم والاضطرابات في التفكير والتحكم في العواطف والتصرفات. وتعتبر أسباب الفصام متعددة وغير محددة بشكل دقيق، ومن بين الأسباب المحتملة:
1- العوامل الوراثية: يمكن أن يكون للوراثة دور في ظهور الفصام، حيث يكون هناك ترجيح للإصابة بالفصام عند الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابون بهذا الاضطراب.
2- العوامل البيئية: يمكن أن تؤدي بعض العوامل البيئية إلى ظهور الفصام، مثل التعرض للإجهاد المزمن أو الإساءة للمخدرات أو الكحول أو الإصابة بالإصابات الرأسية أو العدوى الفيروسية.
3- التغيرات الكيميائية في الدماغ: يمكن أن تؤدي التغيرات الكيمائية في الدماغ إلى ظهور الفصام، وتشمل هذه التغيرات نقص المادة الكيميائية الدوبامين في الدماغ.
4- العوامل النفسية: يمكن أن تؤدي بعض العوامل النفسية إلى ظهور الفصام، مثل التعرض للإجهاد المزمن أو الصدمات النفسية أو الإصابة بالاكتئاب أو القلق.
5- العوامل الاجتماعية: يمكن أن تؤدي بعض العوامل الاجتماعية إلى ظهور الفصام، مثل العوز الاجتماعي والحرمان والتهميش والإقصاء.
6- العوامل البيولوجية الأخرى: تشمل هذه العوامل عوامل مثل الإصابة بالأورام الدماغية أو الإصابة ببعض الأمراض النفسية الأخرى.
ومن المهم أن يتم تشخيص الفصام والبحث عن الأسباب الرئيسية لهذا الاضطراب، وذلك من أجل وضع خطة علاجية ملائمة تتضمن العلاج الدوائي والعلاج النفسي والإجراءات الاجتماعية المناسبة لتحسين نوعية حياة المصاب بالفصام.
إقرأ أيضاً: انفصام الشخصية بسبب المخدرات
علاقة مرض الفصام بالإدمان؟
كان لنا موضوع حول الفصام والإدمان أوضحنا فيه كيف أن الفصام والإدمان علاقة خطر متبادلة وكلاهما يؤدي إلى الآخر، فالإدمان يزيد من فرص الإصابة بمرض الفصام سكيزوفرينا وفي الواقع العديد يصاب العديد من مدمني المخدرات بالإضرابات النفسية والذهانية الناجمة عن التعاطي ومن أشهرها هو مرض الفصام وحينها يكون الشخص مريض تشخيص مزدوج.
بالإضافة إلى أن الفصام قد يدفع الأشخاص المرضى إلى القدوم علي عالم الإدمان والتعاطي لذا لا بد من الإسراع في علاج الفصام قبل أن يدخل الشخص في معترك خطر وتزداد الأمور تفاقما وتزداد المشكلة تعقيدا في ظل وجود مرض الإدمان.
كيفيه علاج مريض الفصام والإدمان
علاج مريض الفصام والإدمان يتطلب خطة علاجية شاملة ومتعددة الجوانب، تتضمن العلاج الدوائي والعلاج النفسي والإجراءات الاجتماعية المناسبة. وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لعلاج مريض الفصام والإدمان:
1- العلاج الدوائي: يتم استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب والأدوية المضادة للاضطرابات النفسية والأدوية المضادة للذهان لعلاج الفصام. ويمكن استخدام الأدوية المضادة للإدمان لعلاج الإدمان، ويتم تحديد الجرعة والنوع الصحيح من الأدوية بناءً على حالة المريض ونوع الفصام والإدمان.
2- العلاج النفسي: يمكن استخدام العلاج النفسي لعلاج الفصام والإدمان، ويشمل ذلك العلاج السلوكي المعرفي والعلاج النفسي الاجتماعي والعلاج النفسي المركز على العائلة. ويمكن توفير العلاج النفسي في إطار العلاج الاستشفائي أو العلاج الخارجي.
3- الدعم الاجتماعي: يمكن توفير الدعم الاجتماعي لمريض الفصام والإدمان من خلال برامج دعم الإدمان والمجتمعات العلاجية والبرامج الاجتماعية الأخرى. ويمكن أيضًا توفير الدعم الاجتماعي من خلال الأسرة والأصدقاء والمجتمع المحلي.
4- إدارة الأعراض: يمكن إدارة الأعراض المرتبطة بالفصام والإدمان من خلال توفير الرعاية الصحية الجيدة والدعم النفسي والعلاج الدوائي والعلاج النفسي.
5- العمل على تحسين نمط الحياة: يمكن تحسين نمط الحياة لمريض الفصام والإدمان عن طريق تغيير العادات الغذائية وممارسة التمارين الرياضية والنوم بشكل جيد وتجنب التوتر والإجهاد.
يجب على مريض الفصام والإدمان العمل مع فريق طبي متخصص والتزامه بالعلاج المقدم له، والالتزام بالعلاج والمتابعة الدورية مع الطبيب المعالج. ويمكن للعلاج الدوائي والعلاج النفسي والدعم الاجتماعي المناسبين أن يساعدوا المرضى على إدارة الفصام والإدمان بشكل فعال وتحسين نوعية حياتهم.