تجربتي مع انفصام الشخصية من أكثر التجارب التي أثرت على حياة الفرد بشكل كبير؛ ومن خلالها بدأ يأخذ خطوة إيجابية نحو الشفاء وأُعيد التفكير في حياته بعد الانتهاء من هذه التجربة الصعبة؛ حيث أن انفصام الشخصية يختلف عن الفصام ويُطلق عليها schizophrenia، إنما الانفصام يمثل اضطراب نفسي وسلوكي يظهر على الإنسان يفقده الإتصال بالعالم الخارجي الذي يعيشه؛ ولاسيما ظهور الأعراض السلبية عليه ومن أخطرها الهلاوس والضلالات التي يعيش عليها طوال فترة مرضه.
جدول المحتويات
الفرق بين الفصام وبين انفصام الشخصية
لا زال الخلط بين مرض انفصام الشخصية وبين الفصام الذهاني العقلي والذي يعبر عن انفصال الشخص عن الواقع تماماً وعدم الاستبصار بالواقع وبين الانفصام في الشخصية على الرغم من أن أصحاب انفصام الشخصية يعانون من الهلاوس إلا أنها ليست بشكل متكرر, إلا أن مريض انفصام الشخصية يمكن أن يكون لديه حالة استيعاب ما بين هلاوسه وبين الواقع بخلاف مريض الفصام والذي يكون في حالة هلوسة لا يدري الواقع والحقيقة من الخيال .
تجربتي مع انفصام الشخصية
روى أحد المقربين تجربتي مع انفصام الشخصية وذكر أنها من أكبر المشكلات التي أثرت عليه وتركت بصمه بداخله؛ ولكن من أن لجأ لمراكز الرعاية النفسية وخضع للعلاج وتجاوز هذه المرحلة أصبح شخص طموح له هدف في الحياة.
الآن نطلع على تفاصيل التجربة بكل تفاصيلها تابعونا…!!
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلي الإصابة بانفصام الشخصية وقد تختلف من شخص إلى أخر؛ فهناك عوامل وراثية أو بيئية تؤثر على الفرد؛ وقد تخلق هذه العوامل تغيرات سلبية منها عدم القدرة على التعبير بما يشعر به من مشاعر أو عدم ثقته بنفسه والخوف من الآخرين؛ بالإضافة إلى تدني المستوى العقلي بجانب المشاكل اليومية التي يقوم بها؛ وأيضًا قلة العناية الشخصية.
في وقت ما شعرت بحالة من الخوف وعدم السيطرة على النفس وبدأت أشعر بهواجس ومشاحنات تدور بداخلي لم أستطع السيطرة على نفسي؛ ومع مرور الوقت ازدادت هذه المشاحنات وكثرت المعتقدات الخاطئة وبدأ الجميع ينفر من وجودي؛ ألا أن نصحني أحد المقربين بالذهاب إلي مركز مديكال للطب النفسي.
من هنا بات تجربتي مع انفصام الشخصية بالعلاج وقد تم الاستماع إلي من قبل الأخصائيين وقد تم عرضي على أحد أطباء الطب النفسي لتحديد العلاج المناسب لحالتي؛ فضلًا عن وضع برنامج سلوكي لمتابعة التغيرات والمعتقدات الخاطئة التي كنت عليها.
أعراض الإصابة بانفصام الشخصية
يطرأ على الفرد اختلال شديد في نظرته للواقع وتغيرات سلوكية لم يكن عليها ومن أبرز هذه المظاهر كالتالي:ـ
- معتقدات وأوهام خاطئة
- حالة من الهلاوس بشكل مستمر.
- سلوك ارتباكي يظهر على تصرفاته وعدم القدرة على السيطرة عليها.
- حالة سلبية في حياته وعدم قدرة على أن يثق بذاته.
- حالة من الهيجان الشديد والجنون وإصراره على اتخاذ قرارات غير سليمة.
في مستهل الحديث عن تجربتي مع انفصام الشخصية أن المصابين بذلك المرض يعانون بـ صعوبة في ممارسة المهارات العقلية والمعرفية مثل ” عدم القدرة على اتخاذ القرار أو الانتباه أو التركيز في العمل” .
من الجدير بالذكر أن هناك عدد كبير من المصابين تعافو من هذه الأعراض التي تم ذكرها سابقًا؛ ولكن تختلف مدة التعافي من حالة إلى أخر على حسب معايير مختلفة ومنها الحاني العلاجي واستجابة المتعافي للخطة العلاجية.
مرحلة علاج انفصام الشخصية
على المستوى النظري والعلمي فأن معالجة انفصام الشخصية تقوم على قسمين أساسين يكملان بعضهما البعض ألا وهما:ـ
أولًا العلاج الدوائي
يقوم الطبيب النفسي بتحديد أدوية بجرعات معينة للمريض مثل:
- Haloperidol
- Risperidone.
- Olanzapine.
- Clozapine.
ثانياً العلاج النفسي
العلاج النفسي مكمل أساسي للجانب العلاجي؛ حيث أنه يساهم القدرة على تعلم مهارة التحكم والسيطرة على النفس أثناء التعرض لبعض السلبيات؛ مما لا شك فيه أن هذه الجلسات النفسية تعمل على تحسين التواصل بين الشخص و الآخرين، حيث ينقسم إلى جزئيين ألا وهما:ـ
العلاج الفردي:ـ
كورس معين يتم وضعه من قبل الأخصائيين للمريض بما يناسب حالته؛ ويعتمد على العلاج المعرفي والسلوكي في تغير طريقة وسلوكيات المصاب وكيفية التعامل مع الأخرين.
من ضمن البرنامج هو قدرة المصاب على التحكم في ذاته والسيطرة على الهلاوس والأوهام التي تطرأ عليه.
العلاج الأسري:
ذلك الجانب أساسي لأنه يساعد المصاب على تجاوز هذه المرحلة؛ فيكون هناك بعض الارشادات من خلاله يقومون المقربين بالتعامل مع الشخص المصاب.
كما يوجد هناك مهارات اجتماعية ضمن البرنامج العلاجي لمصاب انفصام الشخصية تجعله قادر على القدرة على المشاركات في الأنشطة الاجتماعية؛ ومن هذا المنطلق فإن التأهيل المهني يساعده على أن يصبح قادر على العمل وتحقيق ذاته.
أقرأ أيضًا: الإكتئاب وأزمة منتصف العمر للرجال والنساء
مرض انفصام الشخصية والزواج
هناك كثير من المعتقدات الخاطئة أن مصاب انفصام الشخصية غير قادر على إقامة حياة أسرية؛ ولكن يمكن أن يكون هناك حياة زوجية ناجحة؛ ولكن مع مراعاة الالتزام بالبرنامج العلاجي كامل ومتابعة الطبيب بعد الشفاء منعًا من الإنتكاسة مرة أخرى.
أثبت الدراسات العلمية بمجلة (Journal of Psychosexual Health) أن هنالك العديد من مصابي انفصام الشخصية بنسبة 70% تجاوزوا هذا المرض وقادوا حياة زوجية سعيدة؛ ولكن لابد من الانتباه أن يكون هناك بعض التقصير في رعاية الزوج للأطفال،نتيجة لبعض التأثيرات والمعتقدات التي كان عليها المصاب.
هل يُؤثّر انفصام الشخصية سلبًا على الزواج؟
نعم؛ ولكن في حالة إذا توقف عن متابعة العلاج بشكل نهائي؛ فقد يلحق بالمصاب أضرار بحياته وتؤثر على علاقته بالمحيطين به سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي؛ بالإضافة أن سيكون لديه معتقدات وأفكار وتصرفات غريبة ومنها:ـ
- الانسحاب من التجمعات العائلية وعدم القدرة على مواجهة الأخرين بمرضه.
- التهيؤات التي تظهر عليه؛ فقد يرى أشخاص ويسمع أصوات غير حقيقة؛ وليس لها أساس من الواقع الذي يعيشه.
- عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية وعدم السيطرة على ممارسة أنواع الرعاية الذاتية.
- عدم التركيز وإظهار مواقف غير لائقه.
هل مريض الفصام يدرك تصرفاته وأفعاله؟
من أكثر الأسئلة التي تعرضت إليها أثناء تجربتي مع انفصام الشخصية؛ ولكن دائمًا يشعر المصاب بأنه مراقب من كل من حوله بشكل مباشر أو بأخر؛ مما ينتج عنه تغيرات سلوكية عقلية وذلك يعد أمر واقعي لدى المصاب؛ وعلاوة على ذلك فأنه يصبح بلا مشاعر أو مشاعر لا مبالة فيها.
ماذا يتخيل مريض انفصام الشخصية
هناك بعض الأعراض التي تظهر على مصاب انفصام الشخصية وقد تتزايد سواء مع الوقت؛ وذلك لأن هناك بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج؛ علمًا بأن هذه التخيلات ليست واحد بين الحالات؛ وأنما هي قدرات فردية ولكن الشائع بينهم الهلاوس والأوهام وفعل سلوكيات غير عقلية تثبت أن الشخص أُصيب بفقدان في الصحة العقلية.
فقرة هل تعلم عن انفصام الشخصية
هل تعلم … أن مرض انفصام الشخصية أكثر انتشارًا من مرض الزهايمر ومع مرور الوقت يعاني المصاب بالزهايمر.
هل تعلم … أن هناك بعض الأمراض التي تتشابه أعراضها مع أعراض انفصام الشخصية مثل اضطرابات الغُدَّة الدرقية، اضطرابات الصحة النفسية، النوبات العصبية وأورام المخ، لذلك يجب مراعاة طب نفسي متخصص.
دور ميديكال في علاج انفصام الشخصية
مركز ميديكال للطب النفسي هو من أكبر المراكز التي تهتم بمعالجة حالات انفصام الشخصية وغيرها من الحالات، حيث يوجد به مجموعة من الأخصائيين النفسيين الذين يساعدون هؤلاء الأشخاص على تجاوز هذه المرحلة الصعبة، من خلال وضع برنامج تأهيلي له، يستطيع من خلاله القدرة على المشاركات الاجتماعية.
كما يوجد بها كادر طبي مميز يضع خطة علاجية في وقت زمني لاجتياز هذه المرحلة، بالإضافة إلى وضع جانب تأهيلي يمكنهم من ممارسة الأنشطة وتخطي المواقف المؤثرة التي يتعرض لها المصاب.
يقوم المركز باستقبال الحالات وعمل دوريات متابعة لهم حتى بعد الشفاء؛ كي لا تتعرض لانتكاسة مرة أخرى.
من الجدير بالقول أن المركز حصل على ثقة المصابين وأصبح من أشهر مراكز الطب النفسية فضلاً عن أنه يقوم بتقديم أفضل الخدمات وبأسعار تناسب الجميع.