تجربتي مع علاج الفصام وكيف يمكن علاج هذا المرض، يصنف مرض الفصام كونه واحد من الأمراض النفسية والعقلية المزمنة التي ترافق المريض طوال حياته، ولكن على الرغم من ذلك تمكن الأطباء من التوصل إلى آليات علاج تساعد على التقليل من أعراض المرض بشكل كبير، وبطريقة تساعد المريض على عيش حياته بطريقة طبيعية من خلال التغلب على أعراض المرض وإدارتها بطريقة تساعد المريض على التحكم فيها، وهو ما تعلمته خلال تجربتي مع علاج الفصام مع مركز ميديكال للطب النفسي وعلاج الإدمان، فبعد فترة كبيرة من المعاناة من الفصام وعدم التوصل إلى علاج مناسب بأي طريقة كانت توجهت إلى المركز الذي كان نقطة التحول في حياتي التي عادت بعد فترة طويلة إلى طبيعتها مرة أخرى، وخلال سطور هذا المقال أنقل تجربتي الخاصة مع علاج الفصام من خلال مركز علاج نفسي متخصص، وبمتابعة كادر طبي على أعلى مستوى من الدقة والاحترافية .
جدول المحتويات
مرض الفصام
اضطراب الفصام هو واحد من أكثر الأمراض الذهانية انتشارًا في الوطن العربي والعالم كله، حيث يصاب به ما يقارب 1% في كل مجتمع، وهو ما أدى إلى زيادة أهمية التعرف أكثر على هذا المرض المزمن .
ويشير مصطلح مرض مزمن إلى أنه لا يوجد علاج حتى الآن يساعد على التخلص من المرض بشكل نهائي، ولكن بروتوكولات العلاج المتاحة والمعتمدة عالميًا تساعد على تقليل أعراض المرض بشكل كبير وتعليم المريض آليات التحكم في الأعراض التي تسيطر عليه وعلى تفكيره بطريقة صحيحة، بحيث يتمكن من العودة إلى حياته الطبيعية مرة أخرى دون مواجه أي مشكلات .
أعراض مرض الفصام
تختلف أعراض الفصام في حدتها من مريض إلى آخر، لكنها تساعد بشكل كبير على التعرف على المرض وتشخيصه، والجدير بالذكر أن أعراض مرض الفصام يتم تقسيمها إلى نوعين هما :
1_ أعراض مرض الفصام السلبية
يشير مصطلح أعراض سلبية لمرض الفصام إلى مجموعة من الأعراض التي يصعب التعرف عليها بسهولة خاصة من قبل المريض وأسرته، وتشمل هذه الأعراض الآتي :
- الانسحاب من الحياة الاجتماعية .
- الجمود، وهي من أنواع مرض الفصام والتي تشير إلى وضعية معينة يتخذها مريض الفصام ويستمر عليها لفترة طويلة قد تمتد إلى ساعات دون أن يتحرك أو يتحدث مع أي أحد .
- المزاجية المفرطة .
- تأخر الأداء الوظيفي أو المستوى الدراسي .
- الاعتماد على بعض العادات الغير صحية .
- فقدان الاهتمام بالحياة، ويظهر ذلك في إهمال الشكل الخارجي والتوقف عن أداء المهام اليومية المعتادة وغيرها من الأمور الأخرى .
- نقص الطاقة والنشاط .
2_ أعراض مرض الفصام الإيجابية
الأعراض الإيجابية لمرض الفصام تشير إلى أعراض واضحة يمكن ملاحظتها بسهولة من قبل الطبيب، وتشمل هذه الأعراض الآتي :
- الهلاوس السمعية والبصرية .
- الأوهام .
تجربتي مع علاج الفصام
بدأت تجربتي مع علاج الفصام بعد أن عانيت من العديد من الأعراض والأمور غير المفهومة إلى جانب الهلاوس السمعية والبصرية وغيرها من التصرفات الأخرى التي أصبحت مصدر إزعاج في حياتي وكانت السبب في فصلي من الكلية، فأنا شاب في سن العشرين كنت أتميز بالتفوق خلال المراحل الدراسة السابقة التي مررت بها وقد تحول ذلك رأسًا على عقب بعد فترة بسيطة دون أي سابق إنذار .
وبسبب خوف أسرتي وكثرة شكوكي في كل من حولي حتى أفراد عائلتي توجهت مع أبي إلى مركز ميديكال لعلاج الاضطرابات النفسية، وقام الطبيب حينها بالتحدث مع أبي بعد أن رفضت وبشدة الحديث معه، وقد علم منه أن جدتي كانت تعاني لفترة طويلة قبل وفاتها من مرض عقلي أدى إلى مكوثها في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية فترة طويلة قبل وفاته، وهو الأمر لم أكن أعلم عنه أي شيء .
وعندها أفصح الطبيب عن شكوكه بعد أن سمع عن بعض الأعراض التي تظهر عليا، فهو يشك أني أعاني من مرض اضطراب الفصام وهو مرض نفسي عقلي، ومن أجل التأكد من ذلك أجريت الكشف الطبي والذي سألني خلاله الطبيب العديد من الأسئلة كما أجريت الكثير من التحاليل ليتأكد من أنني لا أتعاطى أي نوع من أنواع المخدرات، وبالفعل كان تشخيص الطبيب النهائي أنني أعاني من اضطراب الفصام، وقام بتحديد البروتوكول العلاجي المناسب وكنت أتناول مجموعة من العقاقير التي تساعد على تحسين الحالة المزاجية، والتقليل من نوبات الاكتئاب والقلق والأعراض الأخرى التي كنت أعاني منها .
وقد تزامن هذا مع العلاج النفسي الذي تعلمت من خلاله بمساعدة الطبيب طريقة التحكم في الأعراض والهلاوس والتفرقة بين الأفكار الحقيقة والأوهام، وعلى الرغم من خوفي من هذا المرض إلا أن الدعم النفسي ساعدني بشكل كبير على تخطي هذه الفترة في حياتي، وبجانب ذلك فقد خضعت لأشكال أخرى من العلاج من ضمنها الآتي :
- العلاج السلوكي المعرفي .
- العلاج المعرفي التعزيزي .
- تدريب المهارات الاجتماعية .
- برامج العلاج الجماعي والذي ساعدني في التعرف على قصص كثير من مرضى الفصام، وكانت بمثابة الداعم الحقيقي خلال رحلة العلاج التي مررت بها، والتي بفضل الله ومساعدة مركز ميديكال كانت رحلة ناجحة ومثمرة تمكنت بعدها إلى الرجوع إلى حياتي الطبيعية مرة أخرى، مع الاستمرار في المتابعة الخارجية .
علامات الشفاء من الفصام
خلال تجربتي مع الفصام وعلاجه، تمكنت من التعرف على العديد من الأمور التي تخص هذا المرض، ومن ضمنها العلامات التي تساعد على التعرف أن المريض تمكن من الوصول إلى الشفاء من هذا الاضطراب، ومن ضمن هذه العلامات الآتي :
- القدرة على السيطرة والتحكم في الأوهام والضلالات التي يعاني منها المريض .
- التمكن من الاعتناء بالنفس مرة أخرى دون طلب أي مساعدة .
- التحكم والسيطرة على الهلاوس البصرية والسمعية، والقدرة على التفرقة بين الأمور الحقيقية والأفكار الوهمية .
- السيطرة على الانفعالات والتصرفات العدوانية الناتجة عن الأوهام والضلالات .
- مقاومة الأفكار الغريبة والتي تؤدي إلى العديد من التصرفات الغير منطقية .
- اكتساب مجموعة كبيرة من المهارات التي تساعد المريض على العودة إلى حياته الطبيعية مرة أخرى .
- تحسن مهارات التواصل لدى المريض .
نهاية مرض الفصام
يصنف مرض الفصام ضمن الأمراض الذهانية المزمنة التي ترافق المريض طوال حياته، وهو ما أدى إلى ضرورة الالتزام بنظام علاج متخصص يساعد المريض على عيش حياته بشكل طبيعي، لكن على النقيض في حالة عدم الالتزام بعلاج الفصام والمتابعة المستمرة مع الطبيب المتخصص فإن نهاية مرض الفصام تكون الانتحار في الغالب، وذلك بسبب الأعراض وزيادة حدتها مع مرور الوقت وعدم تلقى العلاج .
كم مدة علاج الفصام البسيط ؟
يتساءل الكثير من المرضى ومن ضمنهم أنا عن مدة علاج الفصام سواء كان الفصام البسيط أو أي نوع آخر من أنواع الفصام، وعلى حسب ما أشار إليه الطبيب النفسي المعالج فإن علاج الفصام يستمر مع المريض في الغالب فترة مزنة طويلة لا يمكن الجزم بها خاصة مع اختلاف حدة ظهور المرض والأعراض من شخص إلى آخر، لكن في الكثير من الحالات يستمر تناول أدوية علاج الذهان فترة تصل إلى ما يزيد عن سنتين للتأكد من عدم عودة الأعراض مرة أخرى أما بالنسبة للعلاج النفسي فقد يستمر مع المريض طول حياته .
بهذا نكون قد تعرفنا خلال سطور هذا المقال على تجربتي مع علاج الفصام، والدعم الذي حصلت عليه من مركز علاج الاضطرابات النفسية والعقلية ميديكال والذي ساعد بشكل كبير في وصولي إلى التعافي وتعرف عائلتي على المرض وطريقة التعامل معي بما يساعد على عدم الانتكاس مرة أخرى .
موضوعات ذات صلة :