بلا شك فإن الوقاية خير من العلاج، ومن هنا فإننا ننادي دوما بأهمية الوقاية من الإدمان ودور الاسرة في علاج الادمان وحماية الأبناء من الوقوع في فخ وحظيرة الإدمان علي المخدرات من الأهمية بمكان، والإدمان والأسرة علاقة ترابط قوية حيث إن حماية الأسرة الأبناء من الوقوع في طريق الإدمان شيء من الأهمية بمكان.
ولكن إن فشلت الأسرة في حماية الأبناء من المخدرات فإن هذا ليس نهاية المطاف، بل إن دور الاسرة في علاج الادمان واكتشاف الأبناء في مراحل التعاطي الأولي قبل فوات الأوان أمر ينبغي أن نضعه نصب أعيننا حيث إن الأسرة لها الدور الأكبر في علاج الإدمان وحماية الأشخاص في العلاج من الإدمان.
دور الاسرة في علاج الادمان من المواضيع الهامة التي تحتاج إلى تسليط الضوء بشكل كبير، حيث إن ذلك قد يعد من أكبر مسببات الإدمان، فالأسرة هي كيان متكامل حيث إن المجتمع متكون من نسيج الأسرة ولأن الإدمان له العديد من الأسباب الكثيرة ويلقي باللوم علي المجتمع والصحبة والإعلام وغيرها من الأسباب المختلفة التي قد أدت إلى انتشار المخدرات في المجتمع إلى أن رأينا أن الإدمان وصل إلى 5 % بين جموع المصريين.
كما أن تعاطي المخدرات في مصر قد وصل إلى 10 % وهي ضعف نسبة التعاطي، وهناك العديد من أسباب الإدمان الأخرى والأكثر حقيقة ملموسة وهي من أكثر الأسباب التي تدفع الشباب إلى التفكك الأسري على الرغم من أن هناك أسر غير مفككة يعني أن الآباء والإخوة والأخوات والعائلة بشكل عام من الاعمام والاخوال ومع ذلك هناك من يقع في فخ الإدمان علي المخدرات ويبدأ كل من الأم والأب بإلقاء اللوم علي بعضهما البعض سواء في ادمان الولد او ادمان البنت.
جدول المحتويات
الأسرة وعلاج الإدمان
لا بد من أن يكون هناك وقفة من الأهل وأفراد الأسرة وألا يكون الاعتماد فقط علي الفريق العلاجي فقط، بل إن دور الاسرة في علاج الادمان من الأهمية بمكان في إنقاذ الأبناء والأخوات ومن ثم نرجو تسهيل الأمر من خلال الرجوع إلى الفريق العلاجي من أجل التعرف علي كيفية التصرف معه، ومهما قال الشخص المدمن الذين تريدون مساعدته فعلينا أن نسمع منه كما تحب، لكن لا تتخذ أي قرار ولا تتصرف إلا بعد الرجوع إلى المختصين في الفريق العلاجي.
أما عن دور الاسرة في علاج الادمان فإننا لا نغفل هذا الدور الهام في طريق التعافي ومن ثم فإننا نقوم بتحدد يوم أسبوعي لعمل اجتماعي عائلي من أجل مقابلة أسرة الشخص المدمن فيها من أجل زيادة الوعي ومن أجل شيء مهم جدا حيث إن الإدمان قد ينتقل إلى أفراد الأسرة ولكل من يتعامل مع الشخص المدمن.
فمن يتعامل مع المدمن نجده دوما في حالة من القلق ومكتئب فترات ليست بقصيرة وينتابه الشعور بالحزن الطويل ويتعرض مضطرا إلى الكذب والمراوغة، من أجل الخروج من المأزق الذي يضعه فيه المدمن، إلى أن تتفاقم الأمور بصورة كبيرة وينسي فيها كل الأنشطة الحياتية وهواياته وينسي نفسه وينشغل كل الانشغال بإصلاح هذا الشخص المدمن أو الشعور بالتحسن إلى أن يشفي هذا المدمن وهو ما نسميه بالاعتمادية المتواطئة.
ومن هنا فإننا نقول بأن هذا التصريح سواء كان بوعي أو من غير وعي فإن محاولات التحكم في الاستقرار الداخلي للإنسان من خلال أشياء خارجية مهما كانت فهي من الاعتمادية التي تحتاج إلى الشفاء والتعافي، وتلك المجموعات واللقاءات الأسبوعية تساعد أهل الشخص المدمن على الشفاء من الآثار السلبية التي قد خلفها الإدمان ووجود شخص مدمن يعيش معهم وتلقي المعلومات من أجل مساعدته في الحياة الجديدة في التعافي وتلك من الخدمات التي يقدمها المكان العلاجي مجانا لأسر المدمنين.
دور الاسرة في الوقاية من المخدرات
في إطار الحديث عن دور الاسرة في علاج الادمان علينا أن نضع محور من الأهمية بمكان نصب الأعين ألا وهو أن الأسرة المفككة لها دور كبير في ولوج الأبناء في طريق الإدمان، فإن الأسرة وعلاج الإدمان في طريق الوقاية وحماية الأبناء من الوقوع في طريق التعاطي إلا أن الأسرة المفككة والتي يكون فيها كل فرد لا يعرف شيء عن الآخر ولا يجتمعون إلا على الأكل فحسب.
ويكون كل شخص منشغل في نفسه الأب في العمل ولا يعرف شيء عن ابنه والأم منهمكة في أعمال المنزل والأولاد يفعلون ما يحلو لهم ولا يوجد أي رقابة من قبل أفراد الأسرة على الإطلاق.
دوما ما يخطأ الآباء في الرقابة الأسرية فيظنون بأن محاسبة الأبناء على كل فعل صغير وكبير هو التعامل الصحيح معهم، إلا أن هذا الأمر غير صحيح فإن الصداقة والتفاهم من قبل الوالدين مع خلق لغة الحوار والتفاهم من الأمور الهامة والفعالة جدا ولا يتطلب هذا التفرغ التام.
ومن ثم فإن تفرغ الوالدين للأكل مع الأبناء مثل القطار أو الغداء أو العشاء والاجتماع مع أفراد الأسرة وتحديد ساعة يوميا للحديث مع الأبناء وكذلك الأم حيث إن المسؤولية حينئذ متقاسمة بينهم، ومن ثم فلتخرج أيها الأب من بوتقة صراف المنزل المكينة التي ليس عليها إلا إخراج الفلوس فحسب لكي تعطي الأبناء الأموال التي يحتاجون إليها ولتعلم أن مهمتك في الحياة الحفاظ على الأبناء ورعايتهم بشكل صحيح.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فليست المهمة هو توفير حياة كريمة من الشراء والمأكل وأكل والملبس فحسب وصرف الأموال على احتياجات المنزل ومن هنا تنتهي العلاقة بينك وبين أفراد الأسرة، إلا أن مهتم أكبر من هذا بكثير فأنت رب البيت ولتعلم حجم المهام الملقاة على كاهلك ولتسعي في طريق إنجاز تلك المهام والحفاظ على الأبناء وأفراد الأسرة من الضياع في هذا العالم المظلم والطريق الوعر.
موضوعات ذات صلة
دور الاسرة في الوقاية من الادمان
كيفية تتعامل الأسرة مع الابن المدمن
دور الأسرة في حل مشكلة الإدمان
علي الوالدين ألا يعتمدوا علي طريقة الوعيد والأمر والنهي في التعامل مع الأبناء دوما، فلا بد من التعامل مع المرحلة العمرية وتفهم هذا الجيل في ظل تلك التحديات التي نجدها، فلابد أن تفهم ابنك وتعلم مفاتيح الابن فلماذا يفعل هذا الأمر ولا يفعل ذلك؟ ولتتحاور مع الأبناء وتجنب حدوث الخلافات مع الأم أمام الأبناء حيث إن تلك الخلافات توضع تحت مسمى الأسرة ودور الاسرة في علاج الادمان حيث تعد الأسرة المتفككة سبب في وقوع الأبناء في طريق الإدمان لغياب حالة الاستقرار بين الوالدين.
من ضمن دور الاسرة في علاج الادمان محاولة إشباع الفراغ ودوره في الوقاية من الإدمان، فحاول ألا يكون هناك فراغ في حياته فمثلا الرياضة شيء فعال ومهم جدا في حياة البشر فإن الأفضل أن تجعل ابنك يختار رياضة يحبها يفرغ فيها الطاقة حتى في فترات الإجازة.
وحتى لا ينجرف الطالب وات كان هناك عمل يكون له التأثير أفضل ولكن باختيار الولد فلابد من التنبيه عن انخفاض سن الإدمان.
طلبة المدارس وبالحديث عن المدارس في اختيار المدارسة الجيدة التي تساعد الأولاد على أن يكون أشخاص سويين حيث إن الأولاد والبنات هما أب وأم في المستقبل ولكن لو كان في بيتك شخص مدمن بالفعل فيكف سيكون التعامل معه.
الوقاية من الإدمان
علينا أن نعلم طبيعة الشخصيات المتعايشة مع الإدمان حتى يمكننا حسن التعامل معها، فلنعلم بأن هناك علاقة مع الشخص وطبيعة الشخص مع نوع المخدر فمثلا فإن الشخص المكتئب يلجئ إلى الحشيش حيث الاعتقاد بأن الحشيش يجلب السعادة ويساعد علي فرز هرمونات السعادة إلى الأشخاص، وإن كان هذا الاعتقاد خاطئ بالمرة حيث إن الحشيش وإن كان يعمل دما لكن في نهاية المطاف دمار للصحة بشكل تام.
الأشخاص لا يملكون القدرة الاجتماعية على التواصل مع الناس فهذا النوع من الشخصيات يلجأوون إلى استعمال حبوب الترامادول أو الابتريل من أجل إعطاء الشجاعة على التعامل مع المواقف ومع البشر.
ومن المعروف بأن التدخين هو بداية طريق الإدمان للعديد من الأشخاص، ولكن ظهر مدمنين غير مدخنين ولا يدخنون إلا أن العادة ما يبدأ الموضوع بتدخين الحشيش حيث إن الحشيش من أكثير أنواع المخدرات المنتشرة بين أفراد المجتمع وهو البوابة الأولي للوقوع في فخ وعبودية الإدمان على المخدرات.
ويتدرج الأشخاص من الحشيش إلى غيره من أنواع المخدرات وقد يجمع بين الحشيش والترامادول أو الحشيش والخمر وغيرها من أنواع المخدرات، أو قد يتدرج الشخص المدمن ويرجع إلى إلى هذا حب استبدال تلك المواد من المخدرات ومن ثم نرى في المجتمع ظهور الكثير من أنواع المخدرات التي لم تعد تقليدية مثل الشبو والفودو وغيرها من الامفيتامينات والمنشطات وصارت المخدرات بيننا كالنار في الهشيم.
ومن ثم فإننا نريد الخروج من اقتصار دور الأسرة على متابعة الدراسة والاهتمام فقط بكون الشخص متفوق في الدراسة ولا يوجد شيء، وهذا المهم وهو من ناحية التربية فالمفهوم وهو ما دام منشغل بالدراسة فلن ينشغل بشيء آخر وهذا صحيح ولكن ليس مع كل الأشخاص.
دور الأسرة في حماية الأبناء من المخدرات
أما عن دور الأسرة في الوقاية من الإدمان فإن هناك العديد من العوامل والمتغيرات التي يجب أن تضعها الأسرة في حسبانها من أجل الحفاظ علي الأبناء وحمايتهم من الوقوع في حظيرة الإدمان علي المخدرات، وهذا يتمثل فيما يلي:-
1- لا بد من التعرف علي الإدمان وتعلم وتثقيف نفسك في الإدمان حيث إن ذلك سيكون له الدور المهم في التعامل مع الأبناء وتجنب الانتكاس بعد التعافي وإتمام مراحل علاج الإدمان.
2- في حال التعرف علي الشخص المدمن في المنزل بين أفراد الأسرة فلن يكون الحل إخفاء الأمر وأن نكتم علي الموضوع بل علينا أن نتعامل مع المشكلة كأمر واقع، ولا بد من قطع الدعم المادي والمعنوي في الأسرة فمثلا لو كان مع الشخص سيارة لا بد من أن تأخذ منه، مع الامتناع عن إعطائه أي مال تحت مسمى احتياجات المنزل.
3- لا ننكر بان الإدمان مرض وعلي الأسرة أن تتعامل مع الشخص المدمن بأنه شخص مريض يحتاج إلى علاج الإدمان ولا تخشي من المكانة الاجتماعية كما تفعل الكثير من الأسر في بعض المجتمعات، وعلينا أن نعلم بان العلاج من الإدمان يتم في سرية تامة، فهو ليس شخص مجرم بل هو مريض يحتاج إلى التعافي من الإدمان ولا نيأس في علاجه بل علينا أن نقف معه في طريق التعافي وإنقاذه من شباك وعبودية التعاطي والإدمان علي المخدرات تماما.