من منا لا يمر بمشاعر من القلق والتوتر في حياته من حين لآخر فأغلب الناس يساورهم الشعور بالقلق والتوتر والأرق نتيجة ضغوطات الحياة والأمور التي تثقل عليه نفسيا أو جسديا والواجبات والمهام التي يجب عليهم أن يؤدوها، وأحيانا يكون عدم الارتياح وأنواع القلق المختلفة نتيجة الإجهاد والإرهاق.
قد تكون مشاعر القلق والإحساس بالتوتر محفزا للتغلب على المخاطر فهو ليس أمرا سيئا دوما لكن إذا استمر القلق لفترات طويلة وزاد الأمر عن الحد فإننا ليس أمام عرض لكن نحن بحاجة إلى علاج القلق النفسي بشكل مكثف والتبكير بالعلاج أمرا هاما حتى لا تزداد الأمور سوءا ونحن في ميديكال للطب النفسي وعلاج الإدمان نوفر أحدث طرق علاج القلق والتوتر وقلة النوم التي في الغالب تنتج عن المرض من خلال أحدث برامج العلاج النفسي والدوائي من خلال فريق من الأطباء والإخصائيين داخل مجتمع علاجي متكامل.
جدول المحتويات
نبذة عن مرض القلق؟
يعد القلق أكثر الاضطرابات النفسية انتشارا في العالم وتكون نسبة الإصابة النساء بمقدار ضعف حدوث الاضطراب في الرجال، ويعرف القلق بأنه شعور بالخوف والتوتر مع ظهور بعض الأعراض الجسدية ويشتمل علي تغيرات في الإدراك الحسي والسلوكيات والوظائف الجسمية ما يتسبب في التنبه بشكل زائد مع التوتر لذا تجد مصابي اضطراب القلق يكونون في حالة من القلق نتيجة تعرضهم لامور بسيطة لا تستدعي القلق أصلى وهذا يجعلهم في حالة من التعكير الدائم في الحياة.
القلق الطبيعي يختلف عن القلق المرضي في طول مدة الأعراض والتسبب في المعاناة وعرقلة مسيرة الشخص في الحياة إذا تحقق هذا الأمر فهنا نحن أمام أحد أنواع القلق وبحاجة للعلاج.
القلق الطبيعي يعطي للإنسان حافزا على النجاح والاستعداد لتنفيذ أمور حياتية مهمة يمر بها كالاستعداد لأوقات الامتحانات والاستعداد للزواج وقبل العمليات الجراحية ويزول هذا القلق بمجرد تخطي المرحلة والموقف الذي ساوره القلق فيه ولا يعيقه عن مسيرته في الحياة بخلاف القلق المرضي الذي يؤثر بشكل سلبي على الدراسة أو العمل والعلاقات الاجتماعية للأفراد وفيه تظهر أعراض التوتر والقلق الجسدية ولا تتناسب تلك الأعراض الجسدية للقلق في حجمها ولا حدتها ولا حتى طول مدتها مع السبب.
والشيء الشيء يذكر فالفرق بين القلق المرضي والخوف فكلاهما يعملان كمثبطات لمخاوف داخلية وخارجية إذ إن القلق استجابة طبيعية لمخاوف من العقاب والألم والانفصال عن إنسان عزيز في الحياة أو ربما نتيجة رغبات جسمانية، أما الخوف فهو استجابة لشيء خارجي معلوم لدي الشخص ذاته.
ما هي نسبة انتشار القلق؟
ينتشر القلق بين النساء بشكل مضاعف عن الرجال وتزيد نسب حدوث اضطرابات القلق في سن متأخرة من المراهقة وفي الغالب تصاحب أمراض نفسية أخرى مثل الاكتئاب والهلع.
تصل نسبة الإصابة بمرض القلق العام كل عام تقريبا من 3 % إلى 8 % وتزيد نسبة الإصابة في النساء عنها في الرجال لتصل إلى 2:1.
أما عن عيادات القلق فهناك 25 % من نسبة المرضي أذين يرتادون عيادات الطب النفسي مصابين باضطرابات القلق المعمم وهذا يدل على أن علاج القلق النفسي الحاد أمر هام للعديد من المرضي النفسيين للتخلص من معاناتهم.
يعاني مرضي القلق العام في الغالب من أمراض أخرى مثل الخوف الاجتماعي ومن نوبات الهلع ومرض الاكتئاب ويصل نسبة وجود أمراض خري بجانب القلق العام من 50 % إلى 90 %.
تعرف علي: مدة علاج القلق النفسي
ما هي أسباب حدوث القلق؟
في حقيقة الأمر اضطرابات القلق والتوتر والأرق من أكثر الحالات الأكثر انتشارا بين المجتمع والأسباب التي تساعد علي ظهور اضطراب القلق العام فهي غير معلومة بالتحديد لدي العلماء فالسبب الرئيسي وراء ظهور القلق كغيره من الاضطرابات النفسية لكن من خلال البحث والدراسات العلمية التي تمت فإن حدوث خلل في ميكانيكية عمل النواقل العصبية الموجودة بالدماغ يتسبب في حدوث القلق.
هناك العديد من الافتراضيات التي تقول بأن اضطراب القلق ينتج عن العديد من العوامل البيولوجية والعوامل والوراثية والعوامل البيئة التي تحيط بالشخص والتي تتسبب في نشوء الاضطراب لدى الأفراد.
وهناك العديد من العوامل التي تكون من أسباب القلق والتوتر والأرق وغيرها من الأعراض المصاحبة مثل:-
- التربية القاسية في مرحلة الطفولة التي عاشها الأفراد في مرحلة الصغر والصعوبات التي مروا بها خلال رحلتهم في الحياة فالأشخاص الذين يتعرضون لأحداث صادمة هم الأكثر عرضة لاضطراب القلق.
- الإصابة بالأمراض المزمنة والخطيرة يصيب الأشخاص بالقلق والتوتر.
- تلعب العوامل الوراثية دور في الإصابة باضطرابات القلق تشير الدراسات إلى وجود مصدر وراثي لاضطرابات القلق ينتقل بين الأجيال.
– مواقف الحياة الضاغطة والصدمات التي يتعرض لها الأفراد مثل فقد شخص عزيز أو التوقف عن العمل وتدني مستوى دخل الأسرة أو التعرض لإصابة وإعاقة دائمة كل هذه الأمور يولد اضطرابات القلق لدي الأفراد.
– تلعب الشخصية دور كبير في الإصابة بالقلق فهناك من الأشخاص من يستطيع تحمل ضغوط الحياة علي عكس أشخاص آخرين معرضون للإصابة باضطرابات القلق بشكل أكبر من عيرهم.
ما هي أعراض القلق؟
تنقسم أعراض القلق إلى نوعين (أعراض القلق الجسدية – أعراض القلق النفسية)
أولا أعراض التوتر والقلق الجسدية:-
أعراض القلق الجسدية تنتج عن التغيرات الفسيويوجية لبعض الهرمونات والمؤثرات الحسية لدي الأشخاص المعرضين للحدث نفسه مثل (زيادة دقات القلب بشكل كبير، جفاف الريق مع فقدان الشهية وصعوبة في البلع، آلام في العضلات والمفاصل، اضطرابات في المعدة مع الشعور بالانتفاخ والإسهال أو الإمساك والمغص بشكل متكرر، العرق الشديد مع التنميل، صعوبة التنفس والتنهد، الشعور بالحكة ورغبة الشخص في الهرش).
ومن أبرز أعراض القلق النفسي عند الرجال هو سرعة القذف وفقدان للرغبة الجنسية أما أعراض القلق عند النساء فتشمل عدم الوصول إلى مرحلة النشوة للنساء أثناء الجماع مع واضطراب في الدورة الشهرية.
ثانيا أعراض اضطراب القلق النفسية:-
تظهر أعراض القلق النفسية عند الأشخاص وتكون هذه الأعراض ناتجة عن تأثير القلق علي القدرة علي التفكير وعلي كفاءة التعليم وضعف القدرة على ربط الأشياء ببعضها البعض.
تظهر أعراض القلق في حين تعرض الأشخاص للمواقفه المسببة للقلق بذاتها أو في حالة محاولة الشخص الهروب أو حتى مجرد التفكير من تلك الأحداث أو رؤية أي شيء يذكره بموقف عاين فيه القلق أو حتى مواقف مزعجة تشابه الحدث الذي ساوره القلق فيه.
تشمل أعراض القلق النفسية (التوتر وسرعة الانفعال، البكاء والعبوس، الخوف وانشغال البال، التهيج العصبي، صعوبة في التركيز وتشتت الذهن، التوهان والسرحان، شدة الارتباك، الإرهاق والتعب الشديد من مجهود لا يك يذكر، الأرق الشديد وصعوبة خلود الأشخاص إلى النوم أو صعوبة الاستغراق دون أرق).
لذا في حالة ظهور تلك الأعراض لا بد من التدخل المبكر حتى يتم علاج القلق والتوتر وقلة النوم ومن خلال العلاج النفسي والدوائي للقلق سيكون هناك نتائج طبية وتحسن حالة المريض والسيطرة بشكل كامل علي الأعراض لكن علاج القلق النفسي دون أدوية من خلال العلاج بالأعشاب فهذا أمر محال المنال فالاضطرابات النفسية ليست بالأمر الهين وليس نبات عشبي كاف للخلاص من القلق.
إقرأ أيضاً: هل يمكن علاج القلق نهائيا
كيف يتم علاج القلق والتوتر وقلة النوم؟
لا شك في أن التدخل المبكر في علاج القلق والتوتر وقلة النوم يساعد بشكل كبير في التخلص من الأعراض المصاحبة للاضطرابات وتحسن الحالة بشكل كبير، ونحن لا نعالج القلق كعرض إنما نقوم بعلاج القلق والتوتر وقلة النوم ويتم هذا من خلال العلاج النفسي والعلاج لعقاقيري معا للوصول إلى أفضل نتائج من العلاج.
أولا العلاج السلوكي المعرفي:-
يتم الاعتماد علي العلاج السلوكي والمعرفي معا حيث يركز العلاج السلوكي علي التعرف علي معرفة الشخص المريض بالأعراض الجسمانية التي تصاحب المرض بينما العلاج المعرفي فهو يركز علي تصيحيح الأفكار السلبية التي يتوهمها وتقويم الأخطاء المعرفية لديه.
يتم التركيز في العلاج السلوكي المعرفي علي الاستبصار بكل جوانب المريض والعمل علي كشف الصراعات اللاشعورية لديه فقد لوحظ أن معظم المرضي تتحسن حالتهم كثيرا وتقل معاناتهم من المرض إذا أتيحت لهم فرصة للحديث مع دكتور نفسي.
من خلال التعرف علي المواقف والأسباب والأحداث التي تتسبب في معاناة المرضي من القلق ومن خلال الطبيب النفسي المعالج يتم مساعدة المريض والأسرة عموما في التخلص من هذه المسببات والأحداث والمواقف وهذا يقلل من الضغوط النفسية علي المريض فيصبح أكثر قدرة علي العمل وأكثر قدرة أيضا علي إقامة علاقات طيبة مع الأشخاص المحيطين مما يساعده علي التكييف مع الحياة والعيش في حياة طبيعية.
ثانيا العلاج الدوائي:-
الحديث عن علاج القلق والتوتر وقلة النوم دون أدوية والاعتماد علي العلاج السلوكي المعرفي لن يكون مجديا بالشكل المطلوب ولن تري تحسن في حالة المريض كثيرا ولا خفة الأعراض المصاحبة للقلق بخلاف ما إذا تم علاج القلق من خلال الجمع بين العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الدوائي.
يتم علاج القلق النفسي الحاد من خلال الأدوية مضادات القلق والمهدئات التي تخفف من حدة الشعور بالقلق ولكن لابد أن يتم تناول الأدوية النفسية تلك من خلال طبيب نفسي مختص لأنها قد تسبب الإدمان إذا تم أخذ جرعات وكميات بشكل أكبر لذا يتم وصفها من قبل الطبيب.
يتم الاستعانة بالأدوية المضادة للاكتئاب من أجل التأثير علي عمل الناقلات العصبية مثل السيروتونين والأدرينالين والتي قد ذكرنا سابقا بأن لها دور في نشوء الاضطراب وبالمثل لا يتم تناول أي أدوية إلا بعد مراجعة الطبيب النفسي لتحديد الدواء المناسب لكل مريض والجرعات التي تلائمه.
مصادر الموضوع