اضطراب الهوية في الإسلام من الموضوعات البارزة التي يتساءل عنها العديد من أفراد المجتمعات العربية، واضطراب الهوية عبارة عن حالة مرضية تشعر الفرد بالرغبة في الانتماء إلى الجنس الآخر، وتظهر هذه الرغبة القوية في السلوكيات وردود الأفعال، حيث نجد أن الذكر يريد وضع مساحيق التجميل وارتداء الفساتين مثل الأنثى، والعكس بالنسبة للأنثى التي تميل إلى ارتداء ملابس الرجال والتصرف بطريقة ذكورية، وتعد هذه المشكلة من المشكلات الغريبة التي ظهرت مؤخرًا بشكل واسع في المجتمعات العربية، والتي يتعامل معها الكثيرون على أنها شذوذ عن الطبيعة البشرية التي خلقنا بها الله عز وجل، والجدير بالذكر أن بعض مصابي اضطراب الهوية يسعون إلى إجراء عمليات جراحية للتحول إلى الجنس الآخر، وذلك في الحالات المرضية المتطورة، ولذا يتساءل البعض عن حكم اضطراب الهوية في الإسلام، وعبر مركز ميديكال للطب النفسي وعلاج الإدمان سنوضح إجابة هذا التساؤل حول  اضطراب الهوية في الإسلام.

ما المقصود باضطراب الهوية؟

اضطراب الهوية عبارة عن حالة من عدم الاستقرار النفسي التي يشعر بها الإنسان، والتي تعد من المشكلات الغريبة على ثقافة وعادات المجتمعات العربية، حيث أنها تعد السبب وراء حدوث خلل في النمط السلوكي، والرغبة في التغيير من بعض الثوابت التي ولد عليها الفرد، مثل اضطراب الهوية الوطنية، والذي يدفع المريض إلى الرغبة في تغيير موطنه، وذلك اعتقادًا بأنها لا ينتمي إلى هذا الوطن .

وإلى جانب ذلك اضطراب الهوية الجندرية أو ما يعرف باضطراب الهوية الجنسية، وهو عبارة عن حالة مرضية تتسبب في شعور الفرد بأنه ينتمي إلى الجنس الآخر، حيث يفضل الذكر أن يكون أنثى والعكس بالنسبة للأنثى التي تريد أن تصبح ذكر، وأوضح الدكتور هاشم بحري أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر بأن اضطراب الهوية الجنسية لا يوجد له سبب محدد حتى الآن، وغالبًا ما ينشأ عن تغييرات في الدماغ إلى جانب مجموعة من التغييرات الاجتماعية .

وأكد على أن مريض اضطراب الهوية الجنسية يعاني من مشاكل نفسية منذ الطفولة، وهي السبب وراء الإصابة بهذا الاضطراب، وأوضحت بعض الإحصائيات أن عدد كبير من المصابين يعانون من الاكتئاب، ومع فشل العلاج النفسي قد ينتهي بهم المطاف إلى الانتحار، ولذا من الضروري الاهتمام بعلاج هذه المشكلة في وقت مبكرًا وتحديدًا عند ظهورها في مرحلة الطفولة .

أسباب اضطراب الهوية الجنسية

في إطار حديثنا عن اضطراب الهوية في الإسلام سنتحدث عن الأسباب وراء الإصابة باضطراب الهوية الجنسية، وعلى الرغم من عدم وجود أي أسباب واضحة لهذا الاضطراب، إلا أن البعض من علماء النفس وضعوا مجموعة من الاحتمالات كما يلي:

  • بعض المجتمعات تفضل إنجاب الذكور، ولذا عن إنجاب أنثى يطلقون عليها ألقاب ذكورية، أو يميزون الذكر عنها في الكثير من الأمور، وذلك ما يشعرها بالرغبة في الانتماء إلى الجنس الآخر، حتى تحصل على نفس المميزات، والشعور بالقوة والتخلص من التمييز في المعاملة .
  • وعلى الجانب الآخر نجد أن بعض الذكور يرغبون في الانتماء إلى الجنس الآخر، وغالبًا ما يحدث ذلك بسبب الاضطراب في المعاملة أثناء الطفولة من قبل الأبوين .
  • كذلك بعض الأطباء يرون أن تجربة الطفل لملابس الجنس الآخر في الصغر قد تكون سبب في إثارته جنسيًا، وفي حال تكرار الموقف أكثر من مرة قد يعاني من خلل في الاستقرار النفسي، وغالبًا ما يؤدي إلى إصابته باضطراب الهوية الجنسية .
  • كما أن المشاكل النفسية التي يعاني منها الطفل في مراحل عمرية مبكرة قد تكون سبب في اضطراب الهوية الجنسية، لذا يتساءل الأهل عن اضطراب الهوية في الإسلام.

أعراض اضطراب الهوية الجنسية

قبل التعرف على حكم اضطراب الهوية في الإسلام سنتحدث عن أعراض اضطراب الهوية الجنسية، والتي تظهر على سلوكيات الفرد سواء في مرحلة الطفولة أو عند البلوغ، والأعراض تختلف ما بين الرجل والأنثى كما يلي:

1_ أعراض اضطراب الهوية الجنسية لدى الذكور

أوضحت الأبحاث العلمية أن اضطراب الهوية الجنسية يكون أكثر انتشارًا بين الذكور مقارنة بالإناث، وغالبًا ما يكون السبب أن حوالي 3% من الذكور قاموا بتجربة ملابس الإناث في مرحلة الطفولة، وفي تلك الحالة نلاحظ على الذكر بعض الأعراض مثل:

  • الميل إلى ارتداء ملابس الإناث .
  • الرغبة في اللعب بالعرائس والدمى بدلًا من السيارات الرياضية .
  • الاهتمام الزائد بالأدوات النسائية .
  • ردود الأفعال تكون مقاربة لجنس الإناث .
  • يتبول مثل الإناث متظاهرًا بعدم وجود قضيب بين رجليه .

والجدير بالذكر أن الأعراض السابقة تظهر على الطفل في مراحل عمرية مبكرة، ولكن عند البلوغ تكون الأعراض أكثر وضوحًا بسبب الانفتاح، حيث يبدأ الذكر في استخدام مساحيق التجميل وارتداء الملابس النسائية والأحذية العالية، وأيضا قد يخضع إلى العمليات الجراحية ليكون أكثر شبهًا بالنساء، ولكن ما هو  حكم اضطراب الهوية في الإسلام.

2_ أعراض اضطراب الهوية الجنسية لدى الإناث

أشارت الدراسات الإحصائية إلى أن فتاة واحدة ما بين كل 100 ألف فتاة تعاني من اضطراب الهوية الجنسية، ومن ضمن الأعراض الجانبية لهذا الاضطراب ما يلي:

  • الامتناع عن التزين مثل الفتيات .
  • اللعب بألعاب الأولاد مثل السيارات بدلًا من الدمى أو العرائس .
  • تمتنع عن ارتداء الملابس ذات الألوان الأنثوية .
  • التكلم بصوت حاد وغليظ مثل الرجال .
  • التصرف بشكل عنيف .
  • الإعلان عند الكبر بأنها ترغب في التحول إلى ولد .

اضطراب الهوية في الإسلام

اضطراب الهوية في الإسلام يعد من الموضوعات الشائكة التي يتساءل عنها الكثير من الأشخاص، والدين الإسلامي لا ينكر أن اضطراب الهوية الجنسية أمر يشكل معاناة كبيرة للإنسان، وذلك بسبب عدم الاستقرار النفسي الذي يعاني منها، ولكن حكم اضطراب الهوية في الإسلام يختلف وفقًا للحالة، حيث أنه حرم تحول الإنسان  إلى الجنس الآخر فقط بسبب ميوله، ورغباته الداخلية ولا ينبغي تغيير ما هو عليه .

ونصح بخضوع المريض إلى العلاج النفسي لتقويم سلوكه وتعديل وجهة نظره عن طبيعته الجنسية، ولكن في بعض الحالات المرضية التي يصعب فيها تحديد نوع الجنس بشكل نهائي، وذلك بسبب عدم وضوح تركيب الجهاز التناسلي، يشرع الدين الإسلامي بإجراء عملية التحول الجنسي، ويتم تحديد شكل الهوية الجنسية النهائية وفقًا التقارير الطبية .

والجدير بالذكر أن التدخل الجراحي لا يتم إلا بعد خضوع المريض إلى العلاج النفسي، والعرض على لجنة طبية، والموافقة على العملية تتم بعد الحصول على تصريح رسمي من:

  • أستاذ في تخصص الفقه والشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر .
  • طبيبان متخصصان في الطب النفسي .
  • أستاذ طبيب متخصص في أمراض الذكورة .
  • وأستاذ طبيب متخصص في علم الجينات والوراثة .
  • أستاذ طبيب متخصص في أمراض الغدد الصماء .

علاج اضطراب الهوية الجنسية

كما ذكرنا أن اضطراب الهوية في الإسلام يعد انحراف في حال عدم وجود أي سبب طبي، وذلك لأن اضطراب الهوية الجنسية يعتبر حالة نفسية نابعة عن ميول ورغبات الفرد للتحول إلى الجنس الآخر، وعلاج هذا الاضطراب يكون من خلال العلاج النفسي، وأوضح أطباء مركز ميديكال للطب النفسي وعلاج الإدمان أن علاج هذا الاضطراب مبكرًا يحد من تفاقم المشكلة، وذلك بالسيطرة على الأعراض الجانبية .

وبالإضافة إلى ذلك يعد العلاج النفسي وسيلة للتخلص من الاكتئاب والإدمان وغيرها من المشاكل المترتبة على اضطراب الهوية الجنسية، وخطوات العلاج تكون كما يلي:

  1. الخضوع للعلاج المعرفي السلوكي لتغيير سلوكيات الفرد وتعديلها، ومساعدته على تقبل هويته الجنسية .
  2. استخدام بعض الأدوية الهرمونية التي تساعد على ضبط مستوى الهرمونات بالجسم، وذلك ما يساهم في تحسين حالة المريض بشكل كبير .
  3. جلسات التأهيل الجماعي التي تشجع المريض على العلاج .
  4. توفير الدعم المعنوي من الأهل والأصدقاء .
  5. المتابعة بعد الشفاء والتعافي لفترة طويلة حتى يتأكد الطبيب من تأقلم الإنسان واتساقه التام مع هويته الجنسية وسلوكياته وميوله .

وبذلك نصل إلى نهاية مقالنا عن اضطراب الهوية في الإسلام، والتي تعد من المشكلات المجتمعية الأكثر جدلا بين الناس في السنوات الأخيرة .

موضوعات ذات صلة:

أفضل مصحة ومركز لعلاج الإدمان في الإمارات 

دكتور نفسي اون لاين

أفضل طبيب نفسي في أبو ظبي

مصدر1 

مصدر2