يُعد الإدمان مشكلة معقدة تُصيب أي فرد مهما كانت سماته الشخصية، لذلك لا تحكم على غيرك قائلاً هل المدمن شخص سيء أم لا بل لابد من السعي لإنقاذه بدلاً من البحث عن ماهية شخصيته وسماته، فكلنا نستحق الإنقاذ.
يذهب المدمن للإدمان بمحض إرادته للتغلب على المشاعر السلبية حتى يصبح بالإكراه ويصعب مقاومته ولا يستطيع الاستغناء عنه في روتين حياته اليومية.
لكن هل يوجد علاقة بين الإدمان والسمات الشخصية، وما السمات المشتركة بين المدمنين وتميزهم عن غيرهم؟، اقرأ السطور التالية لمعرفة الإجابة.
جدول المحتويات
هل المدمن شخص سيء
يعتقد العلماء الإدمان دليلاً على وجود اضطراب بالمخ دون وجود صلة بين الإدمان والاضطرابات الشخصية، فقد يجرب أحد الأفراد الكحول والمخدرات ويستمتع بتأثيرها اللحظي دون محاولة البحث عنها باستمرار.
بينما يبحث البعض الآخر عن المخدرات والكحول بشراهة ولا يستطيع المخ العمل بشكل سليم إلا بعد استخدامها، ولا ننكر وجود أنواع من الإدمان لا يشمل وجود مواد كيميائية مثل الجنس والقمار.
يوجد بعض العوامل التي تتحكم في قابلية الفرد للإدمان دون تحديد سمات شخصية معينة لتصبح أكثر عُرضة للإدمان من غيرها.
سمات شخصية المدمن
لا يوجد سمات شخصية تحدد هل المدمن شخص سيء أم لا بل هي مجموعة من الصفات المشتركة التي تجدها في الأغلبية ويعتقد البعض أنها تنتقل بالوراثة، ومن أهم هذه السمات:
- متهور ومندفع.
- الأنانية.
- قلة الثقة بالنفس.
- الانفعال والتغيرات المزاجية.
- عدم وجود أهداف شخصية يسعى لها.
- الكذب.
- الفشل سواء في العمل أو الدراسة وعدم تحمل المسؤولية.
- الانطوائية.
- المعاناة من اضطرابات نفسية مثل الوسواس القهري.
- متبلد المشاعر.
- عدم القدرة على التفكير السليم والتحكم في تصرفاته ومشاعره.
- الاستمرار في الإدمان على الرغم من آثاره السلبية على الصحة النفسية والجسدية.
- التعوّد على المادة المخدرة فيضطر المدمن لزيادة الجرعة من أجل تأثير أفضل.
- التعرُض للأعراض الانسحابية عند تأخر الجرعة المعتادة من المخدر.
وعلى الرغم من ذلك لا يوجد دليلاً قاطعاً يؤكد ميول أصحاب هذه السمات للإدمان أكثر من غيرهم، ولا يمكن تحديد هل تظهر هذه السمات قبل الإدمان أو بعده.
وإذا كنت تعاني من أحد هذه الأعراض لدى أحد المقربين لك، لا تتردد في زيارتنا في مركز ميديكال للإدمان طلباً للمساعدة.
كيف يفكر مدمن المخدرات
إذا كان هل المدمن شخص سيء هو السؤال المراد إجابته فلابد معرفة كيف يفكر المدمن لتقييم شخصيته، يُعد الإدمان مرض معقد يصعب فهمه بسبب سلوكيات المدمن العشوائية، إذ يتحكم الإدمان في المدمن ويصبح عبداً له ويسيطر على الجهاز العصبي للمخ من خلال تحفيز المخدر لإنتاج كميات كبيرة من الدوبامين الذي يسبب الشعور بالنشوة.
من ماذا يخاف المدمن
في الحقيقة يخاف الإنسان المدمن من فقدان العادات والبيئة المحيطة التي تعزز إدمانه، فيصبح مثل النعامة التي تغرز رأسها في الرمال خوفاً من التغيير.
ولابد للمدمن من ملء وقت فراغه بالأنشطة المفيدة مثل القراءة ومشاهدة الأفلام الوثائقية حتى لا يصبح هناك وقتاً للإدمان أو التفكير فيه، واستبدال مصدر الأدرينالين من خلال تناول الكربوهيدرات مثل الأرز والمكرونة والحلويات والمعجنات وشرب القهوة التي تسبب الشعور بالسعادة وتقلل من إجهاد التوتر النفسي في العمل والمنزل.
هل يستطيع مدمن المخدرات تركها
ما يهمني أكثر من هل المدمن شخص سيء أم لا هي مرحلة التعافي التي تُعد من أصعب المراحل بسبب إنتاج الدوبامين وصعوبة اتخاذ قرار التوقف عن الإدمان، إذ يرفض المدمن الإدمان نفسياً ويرغب في العلاج ولكن يقف عقله له بالمرصاد ضد رغبته ويحثه على العودة للإدمان من جديد بسبب حاجته للدوبامين.
يُعد الشفاء من الإدمان صعباً ولكن ليس مستحيلاً، وحتى تصل للشفاء لابد من تخطي عدة مراحل على حدة وأولها مرحلة طرد السموم من الجسم التي ينتج عنها أعراض انسحابية حادة نفسية وعضوية، وكلما زادت مدة الإدمان كلما كانت مرحلة طرد السموم صعبة وشاقة.
وبعدها يأتي دور الجلسات النفسية والأسرية لإظهار الدعم للمدمن والعناية بهم نفسياً وسلوكياً من خلال اتباع برنامج المعرفي السلوكي والاثني عشر خطوة، وتجنب انتقاده حتى لا يلجأ للهروب من العلاج خوفاً من نظرات المجتمع، وأخبره أن تجربته مع الإدمان لا تقلل منه في نظر المقربين والمحيطين به.
ختاماً، بعد معرفة هل المدمن شخص سيء فعليك بالصبر على المدمن حتى يتماثل للشفاء، ولا تخف إذا وجدت أحد السمات التي ذُكرت سابقاً في أحد المقربين لك فذلك لا يعنى أنه مدمن أو يفكر في الإدمان، وتذكر أن الإدمان ليس عيباً وأن لكل داءٍ دواء.