يمثل علاج الإدمان على المواد المخدرة خطوة فارقة في حياة المدمن يتخللها الكثير من الصعوبات يعد الاكتئاب بعد التعافي من الادمان الصورة الواضحة منها التي تحتاج إلى تدبر علاجي آخر، وبدوره يقف عائقًا أمام تحقيق التعافي الكامل سواء كان تداعيًا لتعاطي المواد المخدرة أو تزامنًا لها؛ حيث يظل الشخص في حالة ركود، وتنحصر فعاليته بعد الانتهاء من العلاج التطهيري على وجه الخصوص. في هذه الحالة يتوقف امتداد الدماغ بالمواد التي تساعده على إفراز الدوبامين من ثم يجد صعوبة في إنتاجه مرة أخرى. من خلال مقالنا هذا يتم التعرف على ما يجب تقديمه لتصحيح مسار الاكتئاب بعد التعافي من الادمان.
جدول المحتويات
فهم حدوث الاكتئاب بعد التعافي من الادمان
مرور الأشخاص بحالات نفسية مزاجية غير مماثلة للتعافي بعد الانتهاء من علاج الإدمان على المواد المخدرة يوضح حالة الاكتئاب المزاجي لديهم. يقف وراء حدوثها ما يلي:
- يُشاع استمرار أعراض انسحابية لفترات طويلة الأمد بعد فترة سحب المخدر من الجسم تظل بعد أن يتخلص المدمن من التأهيل في مثل هذه الحالة يحتاج المدمن ليفهم أن الدماغ يحتاج لوقت كفاية لإنتاج الخلايا العصبية التي أُتلفت بسبب استهلاك المخدرات لفترة طويلة الأمد، وفي هذه الحالة يعد الاكتئاب انعكاس لحالة صحية لا يُمثل خطورة بالغة، ولكن يلزمه متابعة طبية نفسية؛ حتى لا يُستدرج منه الشخص للإدمان مرة أخرى.
- أثناء فترة الإدمان على المواد المخدرة يُصاب بعض المدمنين باضطرابات نفسية مزامنة منها الاكتئاب يحدث هذا النوع من شدة تأثير المواد المخدرة على المخ بتغير الحالة الطبيعية للدماغ.
- يظهر الاكتئاب بعد التعافي من الادمان لدى الكثير من الأشخاص بسبب الحماس نحو التغييرات الجذرية والرغبة في العودة السريعة للحياة الطبيعية في ضوء تباطؤ حركة التحسين التي من الطبيعي تأخذ وقتًا لامتثالها.
- يُعاني بعض الأشخاص من الاكتئاب بعد التعافي من الادمان باعتباره المُسبب في الوقوع في براثن الإدمان على المواد المخدرة؛ فيُعالج الإدمان دون التطرق لعلاج الأسباب الإشكالية.
إليك أكثر ملامح أعراض الاكتئاب بعد التعافي من الادمان شيوعًا.
هناك مجموعة من الأعراض التي تُساعدك على تحديد ما كنت تعاني من الاكتئاب بعد التعافي من الادمان أم لا. إن ظهور بعض هذه الأعراض التالية يُوكد لك أن مصاب بالاكتئاب مثل:
- المزاج العام السيء.
- الإحساس بالعجز يتمثل في نقص الطاقة، وعدم الاستطاعة لفعل الأشياء.
- افتقاد الرغبة في ممارسة الأنشطة اليومية.
- صعوبة الاستمتاع بممارسة الأنشطة المعتادة.
- الشعور بعدم القيمة والخجل والذنب.
- التعب المزمن متمثل في الأوجاع المتكررة والآلام.
- اضطراب الشهية.
- صعوبة التركيز.
- صعوبة اتخاذ القرارات.
- أفكار متكررة حول الانتحار والموت.
- الابتعاد عن الناس.
- التفكير في تعاطي المواد المخدرة.
تعرف على 4 من أبرز أعراض التعافي من الإدمان
التعافي من الإدمان رحلة مليئة بالتحديات. يأخذ على الإطلاق جانبي الصعود والهبوط هذا مما لا يتحمله الكثير من الأشخاص المدمنين لما يعتقدونه بأن حياة المدمن بعد التعافي من الإدمان خالية من التعارضات أو الضغوطات الحياتية. التركيز على الجوانب السلبية سريعة الحدوث يُمكن من حدوث الاكتئاب بعد التعافي من الادمان؛ لهذا هناك بعض الأعراض التي يُستوضح منها التعافي الكامل من الإدمان تعرف عليها فيما يلي:
هالة التحسن: يبدو على الشخص المتعافِ حالة صحية عامة تُشعرك أنه شخص طبيعي لا يُشعرك بالتوتر أو الخوف عند مجالسته أو التعامل معه.
الابتعاد عن المحفزات الإدمانية: كلما ابتعد الشخص عن الأماكن التي تدعم الإدمان، والمواد المخدرة صحَ تعافيه.
الالتزام: القدرة على تحمل المسئولية من أبرز أعراض التعافي من الإدمان، وتأتي في شكل الالتزام بحب دون الشعور بالإرهاق أو الضجر، وينتج عنها الفعالية اليومية للشخص بقيامه بالمهام المكلف بها.
الإيجابية في الحياة: يتسم الشخص بعدئذٍ بقدرته على دعم الآخرين، وفي مراحل أوضح يعمل باستمرار على حل ما يواجهه من مشكلات دون الهروب منها كما هو الشائع لدى حالات الإدمان على المخدرات، الشعور بالاستقرار في حياته.
اقرأ أيضًا: كيف نحمي المتعافي من الإدمان من الإنتكاسة
نسبة التعافي من الإدمان
أكد مكتب مكافحة المخدرات التابع لجمهورية مصر العربية أن مع تواصل الجهود المبذولة لعلاج الأشخاص المدمنين على المواد المخدرة، وضبط المخدرات وفق وضع خطوط حماية على الكثير من المؤسسات مثل مرافق البيع التجارية كالصيدليات والمراكز الطبية، ورفع مستوى الوعي لدى الأسر، توصلت نسبة التعافي من الإدمان إلى ما يزيد عن 26% وفقًا لما أعلنته إحصائيات المركز الوطني للتأهيل، وفي نفس الاتجاه تقل نسبة الانتكاسة لتصل إلى 49% مقابل 65% عالميًا.
اقرأ حول الآتي:هل أدوية الاكتئاب تسبب الإدمان
هل ترك المخدرات بدون علاج يُمثل خطرًا على حياة المدمن؟
نعم. ليس هناك جدال حول حقيقة خطورة ترك المخدرات بدون علاج. معظم اعتقادات المدمنين غير صحيحة عن إمكانية العلاج بمفردهم أو استمرار تعاطي المخدرات دون حدوث أضرار؛ إذ أن في حالات علاج الإدمان التي يتلقى فيها المدمن علاجًا شاملًا يواجه البعض مشاكل الاكتئاب بعد التعافي من الادمان؛ فلا شك بعد من أن التوقف عن التعاطي دون توجه علاجي صحيح يُمكن الشخص من الإدمان بدلًا من تعافيه، وهذا بدوره يجعل عدم التفكير في علاج الإدمان على المخدرات له عواقب كثيرة تعرف عليها كالآتي:
سوء الحالة الصحية لفترات طويلة: واقع المواد المخدرة تعمل على تغيير كيمياء المخ ومعها يضطرب تفكير الشخص كليًا إلى جانب المشكلات الصحية الأخرى التي لا مفر من حدوثها مثل ضرر الجهاز الهضمي والعصبي والمناعي وأمراض الرئة وغيرها الكثير.
تدهور الأحوال المادية: يعقب الإدمان خللًا محلوظًا في قدرة الشخص الوظيفية على العمل والقيام بالمهام اليومية ومع ذلك لا يتعارض إهدار المال في اتجاه تعاطي المخدرات ما يؤكد استنزاف المال.
سوء الأحوال الاجتماعية: يُعرض الإدمان الأشخاص لمزيد من المشاكل الأسرية وفقد رابطة الأصدقاء والعلاقات الصحية بوجه عام.
السلوك الإجرامي: تُشير الإحصائيات أن أكثر من 50% من الجرائم سببها الإدمان؛ حيث يجعل الأشخاص ينخرطون في سلوكيات إجرامية.
الموت: ترك الإدمان بدون علاج على مدى طويل يُعرض الشخص إلى احتمالية حدوث الاكتئاب بعد التعافي من الادمان بمستويات مرتفعة قد تجعل الشخص ينخرط في تعاطي محفوف بالمخاطر الصحية تؤدي إلى سرعة حدوث جرعة زائدة تقضي على حياته في الحال، كما أنه من الممكن التعرض لها قبل المرور بتجربة العلاج من الإدمان.
بصدد حديثنا عن الاكتئاب بعد التعافي من الادمان يتضح لنا مما سبق أن الإدمان لا مأمن له، وأن إصابة المدمن مع الإدمان بمضاعفات قد تحدث. لكن تجربة العلاج تعطي نتائج أولية بأنه من الممكن مُحَاصرة الاكتئاب بعد التعافي من الادمان؛ لأن التعامل هنا يبقى في اتجاه واحد بعد استرداد الحالة الصحية العامة للجسم. نستوضح ذلك أكثر خلال السطور القادمة.
الاقلاع عن المخدرات هل يعيد لخلايا المخ نشاطها
نعم، بالفعل يحدث ذلك. يأخذ الدماغ انعكاسًا واضحًا للتغيرات التي تطرأ عليه، ويكون ذلك ملحوظًا عندما يعتاد على مستويات التحفيز العالية من المدخلات الخارجية القوية وهي المواد المخدرة التي تفوق طبيعة عمل الوظائف العقلية. في مثل هذا الاتجاه يمكن إحداث تراجعًا لخلايا المخ يعيدها لطبيعتها طبقًا لقدرة المخ على التكيف ذاتيًا لما يتصف به بالمرونة العصبية التي تُساهم في إعادة بناء خلايا عصبية جديدة في المناطق التي تضررت بسبب تعاطي المواد المخدرة، وبهذا يُصبح المخ قادرًا على التخلص من البنية المعرفية الإدمانية التي تم تخزينها أثناء فترة الإدمان، ويتمكن لاحقًا من التحكم في الرغبة في التعاطي، كما أن حالة إمكانية تكيف المخ تُساعد المدمن على تعلم مهارات جديدة، ومما يُسهل من استعادة نشاط خلايا المخ الآتي:
- اتباع برنامج تخلص من السموم برعاية طبية دقيقة.
- ضرورة العلاج النفسي التأهيلي المناسب لحالة المدمن.
التعافي من إدمان المواد المخدرة يحدث خلال فترة زمنية محددة مناط ذلك أنها ليست واحدة لدى كل المدمنين، وتمتد في حالة التعرض لأزمة الاكتئاب بعد التعافي من الإدمان وهو ما يؤكد ضرورة التدخل التأهيلي المكثف لإتمام التعافي كاملًا. في السطور القادمة نتعرف أكثر عن المدة الزمنية التي تحفظ المعاناة من الاكتئاب بعد التعافي من الإدمان.
كم مدة التعافي من الإدمان؟
الصورة الأكثر واقعية بالنسبة لمعظم الأشخاص المدمنين هي التعرف على المدة التي يستغرقها للتخلص من الإدمان على المواد المخدرة، وباختلاف أغراض واقعية التعرف على مدة التعافي من الإدمان تصبح طول المدة الزمنية للتعافي من الإدمان مهمة لمنع حدوث الاكتئاب بعد التعافي من الادمان؛ فيكون من المضمون حينذاك الوصول للتعافي الكامل من الإدمان.
ومن الصعب التعرف على المدة بشكل دقيق كما أوضحنا أنفًا أنها ليست ثابتة لاختلاف الحالات الإدمانية؛ فاعتبارًا لذلك تتدخل عدة عوامل منها ما هي نفسية وأخرى صحية وفيزيقية، وفي المجمل تتحدد ما بين سبعة أيام كعلاج تطهيري إلى خمسة عشر يومًا، وتمتد لتتراوح إلى ما يقرب من ثلاثة أشهر كحد أدنى للعلاج التأهيلي إلى ما يزيد عن ستة أشهر ربما يصل إلى عام أو عامين؛ لحظر مخاطرة الاكتئاب بعد التعافي من الادمان؛ لما له تأثير بالغ على حدوث الانتكاسة.
كيفية علاج الاكتئاب بعد التعافي من الادمان؟
يوضح مركز ميديكال للطب النفسي وعلاج الادمان أن الاكتئاب بعد التعافي من الادمان يُعني أن المدمن لا يزال خاضعًا لخطة العلاج من الإدمان خاصة إذا كان الاكتئاب سببًا مباشرًا في الإدمان على المواد المخدرة، وما يُسمى بالتخلص من الاعتماد الجسدي على المواد المخدرة لا يشمل علاجًا شاملًا، وبهذا الحال من الصعب تدارك حالة الاكتئاب؛ فقد يأخذ علاج الاكتئاب بعد التعافي من الادمان أشكالًا كثيرة منها ما يلي:
- استكمال خطة علاج الإدمان بالتشخيص المزدوج هنا من المفترض أن يتم علاج الاكتئاب جنبًا إلى جنب مع علاج إدمان.
- العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب وهو علاج مناسب لنسبة 50% من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بعد التعافي من الادمان.
- اتباع نمط التدخل بالعلاجات البديلة للاكتئاب يُفيد بدرجة عالية الأشخاص المقاومون للعلاج الدوائي؛ هؤلاء لا يقدمون استجابات تحسن مع علاج مضادات الاكتئاب، وأيضا تفيد للأشخاص غير الراغبين في تجربة العلاج الدوائي مطلقًا؛ في هذه الحالة يُعد خيار العلاج البديل نافعًا لهم في البداية للتعرف على مدى حدوث التحسينات وإلم يحدث تحسن فلابد من اللجوء إلى العلاج التخصصي، ويشمل علاج الاكتئاب بعد التعافي من الادمان البديل ما يلي:
- – العلاجات الطبيعية التي تُساعد في تحقيق توازن طبيعي في الحياة، وترفع مستويات الطاقة، وتتمثل في(اتباع نظام غذائي صحي يُساعد على تحسن المزاج العام مثل تناول الأسماك، اللحوم الحمراء، بيض الدجاج، المسكرات النيئة، الفواكه والبقوليات وزيت الزيتون، والخضروات الكاملة، والحبوب الكاملة – بالإضافة إلى ذلك تناول المكملات الغذائية مثل: فيتامين د، وفيتامين ب 3و 12، وفيتامين سي، وحمض الفوليك).
- العلاج بالمجهود البدني لمدة يومان إلى ثلاثة أيام في الأسبوع بجانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يعطي ذلك نتائج إيجابية تتمثل في زيادة الشعور بالطاقة، ويُحسن من الحالة المزاجية، ويزيد من احترام الذات، ونوعية النوم.
- علاجات الاكتئاب الشاملة تُركز على التأمل الذهني، والعلاج بالتدليك، التركيز على الامتنان اليومي، تجربة أشياء جديدة؛ يُعزز ذلك في اكتشاف الذات، والشعور بالاسترخاء، ويُقلل من حدة التوتر، وبالتالي يحدث تحسن ملحوظ في الحالة المزاجية.